أ- ثلاثة فلاسفة إيطاليين من أهل الجنوب يظنون أنفسهم رجال العلم الحديث والفلسفة الحديثة، فيؤلفون فريقًا على حدة، ويختلفون عن فلاسفة شمال إيطاليا الذين كانوا أفلاطونيين أو أرسطوطاليين رشديين. وفيلسوف ألماني يحاول أن يحل مسألة صدور الكثير عن الواحد، فيضع مذهبًا من الغرابة بمكان.
ب- أول الفلاسفة الإيطاليين برنردينو تليزيو. ولد بالقرب من نابولي, وتلقى العلم في ميلانو، ثم قصد إلى روما فإلى بادوفا. وبعد أن أقام مدة في بلاط البابا بولس الرابع، الذي كان يقدره تقديرًا كبيرًا حتى أراد أن يعينه رئيس أساقفة، عاد إلى نابولي، وعلم فيها، وأسس أكاديمية لتقدم العلوم الطبيعية عرفت باسمه "أكاديميا تليزيانا". وفي سنة ١٥٦٥ ظهر القسم الأول من كتابه "في طبيعة الأشياء" وبعد اثنتين وعشرين سنة " ١٥٨٧ " ظهر القسم الخاص بالإنسان من الوجهتين النفسية والخلقية.
ج- كان من أشد معارضي العلم الطبيعي الأرسطوطالي، ولكن علمه هو كان ساذجًا, بعث النظرية الرواقية فذهب إلى أن العالم حي، وأنه عبارة عن مبدأين جسميين خلقهما الله: مادة منفعلة فيها مبدأ فاعل, والمبدأ الفاعل مزدوج: قوة تخلخل أو حرارة، وقوة تكاثف أو برودة. فيقسم العالم إلى مركز حرارة هو السماء، ومركز برودة هو الأرض، دونما اختلاف بين المادة السماوية والمادة الأرضية. والسماء تتحرك حركة دائرية بالطبع، لا بمبادئ مغايرة لها كالعقول المحركة عند أفلاطون وأرسطو؛ وذلك لأنها مركز الحرارة وأن الحرارة تحدث الحركة, والأرض ساكنة لأن طبيعتها باردة مظلمة. "ولكن تليزيو يقول: "إن الأرض تحدث حرارة بتأثير الشمس، فلِمَ لا تتحرك هي أيضًا؟ "".
د- الحرارة والبرودة تؤثران في المادة، فتتشكل أشكالًا وتتكيف كيفيات مختلفة تبعًا لنسبة التخلخل أو التكاثف، أو أن الأشياء الطبيعية تولد من تماس