أ- في السادسة عشرة قصد إلى جامعة توبنجن فدرس فيها اللاهوت, ثم عكف على الفلسفة فقرأ كنط وفختي وسبينوزا, وانتقل إلى جامعة ليبزج فدرس فيها العلوم الطبيعية. على هذه الدراسات ستدور مرحلتان من مراحل ثلاث تمثل تطور فكره. بدأ المرحلة الأولى جدا, إذ نشر في سنتي ١٧٩٤ , ١٧٩٥ مقالات شرح فيها نظرية فختي في المعرفة. ولكنه ما لبث أن تبين أن هذه النظرية لا تحتمل الطبيعة إلا بمثابة حد أو وسيلة مع أن للطبيعة وجودًا أقوى، فنشر "خواطر لأجل إقامة فلسفة طبيعية"" ١٧٩٧ " وهو مع ذلك يتصور فلسفته الطبيعية بمثابة ملحق لنظرية المعرفة عند فختي.
ب- ثم عين أستاذًا بجامعة إيينا بفضل جوتي وشيلر وفختي " ١٧٩٨ " ومكث بها أربع سنين, نشر خلالها الكتب الآتية:"في النفس العالمية"" ١٧٩٨ " و"رسم أول لمذهب في فلسفة الطبيعة" و"مدخل" إلى الكتاب المذكور أو "في فكرة العلم الطبيعي النظري"" ١٧٩٩ " و"مذهب التصورية الذاتية"" ١٨٠٠ " و"برونو أو في المبدأ الإلهي والطبيعي للأشياء"" ١٨٠٢ ". في هذه المرحلة الثانية فصل آراءه في الفلسفة الطبيعية متأثرًا بسبينوزا والأفلاطونية الجديدة وعصر النهضة، وعارض فختي وناقشه مناقشة حادَّة.
ج- وتستغرق المرحلة الثالثة خمسين سنة, تنقل أثناءها بين جامعات فورزبورج " ١٨٠٣ - ١٨٠٦ " وأرلنجن " ١٨٢٠ " وميونيخ " ١٨٢٧ " وبرلين " ١٨٤١ " وهو يحاضر, ولا يكتب إلا قليلًا في الفلسفة الدينية بعد أن كان طبيعيا تصوريا، ونشر في ذلك كتاب "الفلسفة والدين"" ١٨٠٤ " و"بحوث فلسفية في ماهية الحرية الإنسانية"" ١٨٠٩ ". وبعد وفاته نشر له "فلسفة الميثولوجيا" و"فلسفة الوحي". فله إذن فلسفتان: إحداهما طبيعية، والثانية دينية.