له كتب كثيرة في الأخلاق وفلسفة الدين وغير ذلك من المسائل الفلسفية والاجتماعية وتاريخ الميتافيزيقا, ولكنه معروف خاصة بكتاب نشره في السابعة والعشرين بعنوان "فلسفة اللاشعوري"" ١٨٦٩ " يجمع فيها بين "إدارة" شوبنهور و"مثال" هجل في "مطلق" متجانس لاشعوري. إن في الكائنات الحية وظائف وغرائز تفترض عقلًا أوسع من عقلنا وأمضى عزمًا، وهو مع ذلك لاشعوري, فالحياة تكشف لنا عن لاشعور عاقل مريد يرشده المثال الهجلي. وقد يوجد شعور في الذرات أيضًا إذ لا تلازم بين الشعوري والنفس، على ما يشهد به الإلهام الفني وتطبيق المقولات كما بين كنط، وكلاهما لاشعوري. فالموجودات مظاهر لاشعور مطلق أو مطلق لاشعوري أراد أن يتحقق فأوجد العالم، وجاء العالم خير العوالم الممكنة يتألف من مراتب يتزايد فيها الشعور من أسفل إلى أعلى. ولكن الشر فيه يربي على الخير إلى حد بالغ حتى ليستحب العدم دونه. فالمثل الأعلى والغاية القصوى لتطور المطلق، طبقًا لمذهب التشاؤم، يجب أن يكون عدم العالم وعدم اللاشعوري نفسه. وإنما يتحقق العدم بنمو الشعور في المطلق، أي: في مظاهره على اختلافها وبخاصة في الإنسان، فيزداد الإحساس بالشقاء الكلي فتؤثر الموجودات عدم الوجود، وهكذا يتحطم العالم الذي يعتبره شوبنهور باقيًا أبدًا فيؤيد الشر. على أن هارتمان يستدرك قائلا أن ليس هناك ما يضمن أن يبقى العالم محطما, إذ من الممكن أن تعود الإرادة الكامنة فتستيقظ!
١٩٦ - فريدريخ نيتشي " ١٨٤٤ - ١٩٠٠ ":
أ- أديب مطبوع حشر في زمرة الفلاسفة؛ لأنه فكر وكتب في الإنسان ومصيره, والأخلاق وقيمتها، وفكر تفكير الأديب وكتب كتابة الأديب أو النبي