أ- هو الكاتب الشهير الذي سما بالنثر الفرنسي إلى أوجه، وكأن هذا السمو أنهك سائر قواه فتركه في الشعر نظامًا، وفي الفلسفة وقد عرض لها، تلميذًا متواضعًا للوك ونيوتن. درس كتبهما في إنجلترا حيث أقام ثلاث سنين " ١٧٢٦ - ١٧٢٩ " وكتب فيهما "رسائل فلسفية" أذاعها أحد الناشرين من غير إذنه " ١٧٣٤ " فأنكرتها السلطة وصدر الأمر بإحراقها. وكتبه التي تعد فلسفية: ما بعد الطبيعة، ومبادئ فلسفة نيوتن، والفيلسوف الجاهل، وكتاب النفس ومحاورات أفيمير، والقاموس الفلسفي وهو أشهرها.
ب- اقتنع بالمذهب التجريبي الذي اتفق عليه بيكون ولوك ونيوتن، فكان معارضًا لديكارت؛ عارض فلسفته بفلسفة لوك، وعارض علمه بعلم نيوتن. كان بيكون أبا المنهج التجريبي؛ ونقل لوك هذا المنهج إلى الميتافيزيقا ففسر العقل الإنساني كما يفسر الفسيولوجي أعضاء الجسم، ودون "تاريخ" النفس، بينما كتب ديكارت ومالبرانش "قصتها"؛ وكان نيوتن العالم الذي لا يثبت قولًا إلا بالتجربة والحساب، ولئن كان ديكارت سبقه إلى بعض المسائل فقد تفوق هو عليه وقوّض أركان مذهبه. هكذا يناصر فولتير مذهب التجربة على الميتافيزيقا.
ج- وهو يعارض بسكال الداعي إلى المسيحية، وقد خصص له الرسالة الأخيرة من "الرسائل الفلسفية" وكان يرغب "منذ زمن طويل في منازلة هذا العملاق". يقول: حتى لو سلمنا بوجود المتناقضات التي يدل عليها بسكال في الإنسان، لم يكف هذا التدليل على حقيقة المسيحية، إذ إننا نجد في الديانات الوثنية أيضًا أساطير تكون طبيعتنا من عناصر متعارضة، ثم إن حجة بسكال ترجع إلى اعتبار المسيحية مذهبًا ميتافيزيقيًّا متفوقًا على سائر المذاهب،