أ- اعتنق المذهب النفعي، وطبقه في كتابه "المدخل إلى مبادئ الأخلاق والتشريع"" ١٧٨٩ ". ووضع مشروعًا لسجن نموذجي " ١٨٠٢ " وأنشأ مجلة "وستمنستر"" ١٨٢٤ " للدعوة إلى الإصلاح الدستوري، وكون حزبًا لهذا الغرض، فكان لدعوته أثر كبير في السياسة الإنجليزية، وتم الإصلاح المنشود في سنة وفاته. ودون مذكرات في "المكافأة" وأخرى في "المعاقبة" وأعطاها إلى صديق فرنسي هو إيتين ديمون, حررها بلغته ونشرها في كتابين نقلًا إلى الإنجليزية, ونشر الأول سنة ١٨٢٥ والثاني سنة ١٨٣٠. وترك لأحد أتباعه مذكرات نشرت بعد وفاته بسنتين بعنوان علم "الأخلاق" deontology.
ب- مذهبه أن الناس يطلبون اللذة ويجتنبون الألم بالطبع، شأنهم في ذلك شأن الحيوان، ولكنهم يمتازون على الحيوان بأنهم يتبعون مبدأ النفعية حيثما يعملوا العقل، أي: إنهم يحكمون بأن الفعل الخير هو الذي يعود بلذة مستمرة أو الذي تزيد فيه اللذة على الألم، وأن الفعل الشرير هو الذي يعود بألم مستمر أو الذي يزيد فيه الألم على اللذة. ولا يمنع من الإقرار بهذا المبدأ سوى الأحكام المتواترة وبنوع خاص العقائد الدينية. فالمطلوب التدليل على أن الأخذ به يعود بأكبر قدر من اللذة أو السعادة التي هي مقصد الكل. ولكي يحكم العقل يجب تقدير اللذات بجميع ظروفها والموازنة بينها. تقاس اللذات أولا من جهة صفاتها الذاتية، وهي: الشدة والمدة والثبات وقرب المنال والخصب "أي: القدرة على إنتاج لذات أخرى" والنقاء "أي: خلوها من أسباب الألم". وتقاس ثانيًا من جهة عواقبها الاجتماعية, وهي: الخوف الذي يستولي على المواطنين من جراء الجريمة، والقدوة السيئة التي تنشرها بينهم، والاضطراب الاجتماعي الذي تسببه، والقصاص الذي ينزل بالمجرم، فإن القصاص عنصر يدخل في حساب الآلام ويعارض لذة