أ- هو في الفلسفة الإنجليزية بمثابة مالبرانش في الفلسفة الفرنسية. كلاهما رجل دين، وكلاهما يجد في المبدأ التصوري وسيلة لإنكار المادة والرد على الماديين، وكلاهما يجعل من الله محور مذهبه في الوجود والمعرفة واليقين. يصدر باركلي عن لوك, ولكنه يعارضه ويزعم أنه يصحح موقفه في غيرما موضع. أنكر لوك موضوعية الكيفيات الثانوية، وآمن بالكيفيات الأولية المترجمة عن الامتداد أو المادة، فقال باركلي: وما الذي يخولنا الحق في الإيمان بوجودها؟ وما الفائدة في استبقاء المادة مع الإقرار بأننا نجهل ماهيتها؟ ليس يوجد سوى الأرواح، فاللامادية هي الحق وأنكر لوك موضوعية الأنواع والأجناس، وآمن بالمعاني المجردة في الذهن فحسب، فقال باركلي: بل ليس يوجد في الذهن معانٍ مجردة، وجميع معارفنا جزئية، وكل ما هنالك أن اسمًا بعينه ينطبق على جزئيات عدة. فالمذهب كله يرجع إلى هاتين النقطتين: الاسمية واللامادية.
ب- ولد جورج باركلي في أيرلندا من أسرة إنجليزية الأصل بروتستانتية المذهب. ولما بلغ السادسة عشرة دخل جامعة دبلين حيث كان لمؤلفات ديكارت ولوك ونيوتن الحظ الأكبر في برنامج الدراسة. وبعد سبع سنين حصل على الأستاذية في الفنون، ونشر رسالتين صغيرتين، إحداهما في الحساب، والأخرى في "بحوث رياضية متفرقة". وعين مدرسًا بالجامعة " ١٧٠٧ " لليونانية والعبرية ثم للاهوت, وبعد سنتين صار قسيسًا. ونشر "محاولة في نظرية جديدة للرؤية"" ١٧٠٩ " تعتبر تمهيدًا لكتاب آخر أخرجه في السنة التالية عنوانه "مبادئ