أ- قسيس من جمعية الأوراتوار لم يجد في فلسفة أرسطو شيئًا من المسيحية مما كان يقول كثيرون، ولم يتذوق اللاهوت المدرسي القائم على الأرسطوطالية، واتخذ من القديس أوغسطين أستاذه الأكبر، ثم وقع له كتاب "الإنسان" لديكارت وهو في السادسة والعشرين، فأُعجب إعجابًا شديدًا بمنهج الفيلسوف، وبمذهبه القائم على وجود الله وروحانية النفس وخلودها، وأفعم قلبه سرورًا لاهتدائه إلى فلسفة متفقة مع الدين مثل هذا الاتفاق، فشرع يعمل على إنشاء فلسفة مسيحية لا تدين للفلاسفة الوثنيين بشيء, وظل في ديره بباريس إلى وفاته يؤلف ويجادل.
ب- كان أول كتبه "البحث عن الحقيقة"" ١٦٧٤ , ١٦٧٥ " وقد ظل أشهرها, وأعقبه "بالأحاديث المسيحية" وهو ملخص مذهبه. ثم نشر على التوالي:"تأملات قصيرة في التواضع والتوبة"" ١٦٧٧ " و"كتاب الطبيعة والنعمة"" ١٦٨٠ " أنكرته السلطة الكنسية؛ "وكتاب الأخلاق"" ١٦٨٣ " و"التأملات المسيحية"" ١٦٨٣ " و"أحاديث فيما بعد الطبيعة والدين"" ١٦٨٨ " وقد يعد خير كتبه؛ و"كتاب محبة الله"" ١٦٧٩ " و"حديث بين فيلسوف مسيحي وفيلسوف صيني في وجود الله"" ١٧٠٧ " دوّنه "على أثر اتصاله بأسقف من المرسلين إلى الصين" وجميع هذه الكتب شروح مختلفة لبضع أفكار رئيسية في أسلوب واضح رشيق, كثير الإطناب.
٤٤ - الله:
أ- فلسفته كلها تتلخص في هذه القضية:"ما من شيء إذا تأملناه كما ينبغي إلا ردّنا إلى الله". فإذا تأملنا المعرفة لم نقل مع أرسطو والمدرسيين: إن الأشياء