للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: الرومانتية]

١٥٢ - كولريدج " ١٧٧٢ - ١٨٣٤ ":

شاعر وواعظ نشر في إنجلترا أدب الرومانتيين الألمان وفلسفتهم، فأثار في الشبيبة أفكارًا جديدة وحماسة جديدة. كان في شبابه على مذهب هيوم وهارتلي، ثم اقتنع بوحدة الفكر وفاعليته، فنفر من محاولات الحسيين لرد الظواهر الروحية إلى الوظائف الدنيا وتطبيق الآلية على الحياة الخلقية، وصرفته دراسة الفلسفة الألمانية عن الفلسفة الإنجليزية، فعارض القول بالتجربة بالقول بالحدس، وعارض التحليل بالتركيب. ولعله تأثر بأفلوطين أكثر مما تأثر بالألمان، فإنه يميز مع الأفلاطونيين بين الفهم والعقل، ويجعل من الفهم قوة استدلالية تركب ما تتلقاه من التجربة وتقف عند هذا الحد، ومن العقل قوة حدسية تقدم مبادئ التركيب وتكشف عن صميم الأشياء. وباعتبار هذه الوجهة الثانية يسمي العقل بالعملي لاعتقاده أن العقل العملي عند كنط وفختي يستكنه الجواهر. وقد استخدم هذا التمييز بين الفهم والعقل للدفاع عن الدين، فقال: إن الاعتراضات التي كان هيوم وفولتير وأضرابهما يعتبرونها قاطعة، ترجع إلى الفهم ويبددها العقل. وهو يفسر عقيدة الثالوث بالقضية ونقيضها والمركب منهما! بل يضع رابوعًا بأن يقدم على هذه الحدود الثلاثة أساسًا لها هو "الله الإرادة المطلقة أو الوحدة المطلقة"! على أن الدين عنده لم يكن الدين السلفي, بل جملة من الصور والعواطف تولد فيه نشوة لا أكثر, وكان ضعيف الخلق لم يستطع السيطرة على سيرته.

١٥٣ - كارليل " ١٧٩٥ - ١٨٨١ ":

صاحب كتاب "الأبطال والبطولة". كان مؤمنًا في حداثته، ثم قرأ هيوم وغيره من الشكاك فتبدد إيمانه واعتبر العالم آلة صماء. وفيما هو عاكف على دراسة الرياضيات قرأ شيلر وجوتي وفختي فتغير موقفه. لم يعد العالم في نظره "دكان بضائع" بل انقلب معبدًا؛ ولم يعد العقل مصدر المعرفة الحقة

<<  <   >  >>