سنين كان خلالها موضع تقدير كبير, ولكن خصومه أخذوا عليه آراءه في الدين فلم يجدد انتخابه.
ب- كتب كثيرًا في المجلات والجرائد، ومنها مجلة "وستمنستر" التي كان يحررها بنتام وجيمس مل. وقد جمع مقالاته الكبرى في عدة مجلدات بعنوان "مقالات ومناقشات". ونشر كتبًا عدة نذكر أهمها: كتاب "المنطق القياسي والاستقرائي"" ١٨٤٣ " كان له صدى كبير في أوروبا؛ و"مبادئ الاقتصاد السياسي"" ١٨٤٨ " يجعل فيه من هذا العلم جزءًا من علم الاجتماع، ويعرف ما في الاشتراكية من وجه حق و"مقال في الحرية"" ١٨٥٩ " يدافع فيه عن الحرية الشخصية متابعًا الميل العام في إنجلترا ومتأثرًا بفرنسا، فقد كان قضى فيها سنة " ١٨٢٠ - ١٨٢١ " فأحبها وأحب أدبها، ولما شبت فيها ثورة ١٨٣٠ قصد إلى باريس وأعجب بما رآه من روح النهضة الاجتماعية عند رجالها الإصلاحيين؛ وكتاب "في النفعية"" ١٨٦١ " يدافع فيه عن مبدأ المنفعة في العمل ويعرض لتصحيح مذهب بنتام وتكميله؛ و"مراجعة فلسفة هاملتون"" ١٨٦٥ " ينقد فيها المذهب الحدسي؛ و"أوجست كونت والفلسفة الواقعية"" ١٨٦٥ " تعقيب على الفيلسوف الفرنسي يقبل آراءه في المعرفة الإنسانية ولا يتابعه في آرائه السياسية والدينية, بل يعتبرها إضافات مستقلة عن الأولى كل الاستقلال؛ و"ترجمته لحياته"" ١٨٧٣ "؛ ثم "محاولات في الدين" نشرت بعد وفاته " ١٨٧٤ ".
ج- على سعة مطالعاته وكثرة كتابته جاء أسلوبه ضعيفًا معقدًا؛ فإن عبارته متثاقلة متعثرة بل هي أحيانًا غير صحيحة؛ حتى ليمكن القول: إن مطالعاته الأدبية كانت سطحية لم تؤهله لأن يصير كاتبًا ولم تهذب تفكيره. فالفرق كبير بينه وبين بسكال مثلا الذي تثقف هو أيضًا بإرشاد والده ولكنه كان ناضج الفكر عميقه قوي الأسلوب إلى حد الإعجاز. ولم تؤهله مطالعاته الفلسفية لفهم جميع المسائل، بل إن دراساته المنطقية لم تجعل منه عقلا منطقيا، حتى إن ستانلي جفونز، بعد أن شرح كتابه في المنطق عشر سنين بجامعة لندن عملا ببرنامجها، نقد الكتاب نقدًا عسيرًا وقال: إن تدريسه ضار بتكوين الشباب, وإن "عقل مل كان متناقضًا في جوهره، لم يمس شيئًا إلا خلط فيه". يضاف إلى ذلك أنه لم يكن عالمًا