نظريًّا، ولا تغار على مبادئ العلم غيرة كنط، ولكنها تستمسك مثله بالمعاني الميتافيزيقية وترمي مثله إلى تحقيقها بالفعل وإقامة الإيمان بها على منفعتها العملية. فهي تمثل "العقل العملي" محولًا إلى قوة فاعلية. وأظهر ما يكون هذا الموقف في أمريكا وإنجلترا, المطبوع أهلهما على العمل والمغامرة الميالون بالفطرة إلى التجربة. وهذه أول مرة نذكر الفلسفة الأمريكية وقد أخذ العالم الجديد يساهم في جميع فروع النشاط العقلي؛ وهذه الفلسفة داخلة من غير شك في نطاق هذا الكتاب ورجالها أوروبيو الأصل واللغة. وبعد الفراغ منها نعرض للفلسفة في إنجلترا, ثم للفلسفة في فرنسا، وأخيرا للفلسفة في ألمانيا، فنرى ما انتهت إليه تلك الجهود العقلية، وما انتهت إلا إلى الشك في العقل والحيرة في مصير الإنسان.