كيفية ما, أو هو يعدل عن الصورة الجوهرية إلى شروط وجود الصور العرضية، وكان ذلك شأن قدماء الكيميائيين إذ كانوا يعتقدون إمكان تحويل المعادن بالتأثير في كيفياتها. وبالفعل كان بيكون يأمل أن يتسع نطاق سلطاننا على الطبيعة باستكشاف صور الكيفيات، إذ إننا حينئذ نستطيع أن نولد كيفية أو أكثر في جسم غير حاصل عليها, فنحوله من الحرارة مثلًا إلى البرودة أو بالعكس, وأن نركب الكيفيات بعضها مع بعض، فنوجد الأشياء أنفسها: نوجد الذهب مثلًا أو أي معدن آخر, فلا يعد بيكون مبتكرًا لهذا العلم الذي ينعته بالجديد.
ب- ولا سبيل إلى استكشاف الصور سوى التجربة، أي: التوجه إلى الطبيعة نفسها، إذ ليس يتسنى التحكم في الطبيعة واستخدامها في منافعنا إلا بالخضوع لها أولًا. إن الملاحظة تعرض علينا الكيفية التي نبحث عن صورتها مختلطة بكيفيات أخرى؛ فمهمة الاستقراء استخلاصها باستبعاد أو إسقاط كل ما عداها. وآفة الاستقراء ما ذكر بين "أوهام القبيلة" من الاكتفاء بالحالات التي تلاحظ فيها ظاهرة ما، والاعتقاد بأنها تكفي للعلم بطبيعتها, هذا النوع من الاستقراء يسمى استقراء بمجرد التعداد. ونتفادى هذه الآفة، ونصل إلى العلم بالصور، إذا اتبعنا الطرق الآتية:
ج- ١ - تنويع التجربة بتغيير المواد وكمياتها وخصائصها، وتغيير العلل الفاعلية. ٢ - "تكرار التجربة" مثل تقطير الكحول الناتج من تقطير أول. ٣ - "مد التجربة" أي: إجراء تجربة على مثال تجربة أخرى مع تعديل في المواد. ٤ - "نقل التجربة" من الطبيعة إلى الفن، كإيجاد قوس قزح في مسقط ماء؛ أو من فن إلى آخر، أو من جزء فن إلى جزء آخر. ٥ - "قلب التجربة" مثل الفحص عما إذا كانت البرودة تنتشر من أعلى إلى أسفل بعد أن نكون عرفنا أن الحرارة تنتشر من أسفل إلى أعلى. ٦ - "إلغاء التجربة" أي: طرد الكيفية المراد دراستها؛ مثال ذلك وقد لاحظنا أن المغناطيس يجذب الحديد خلال أوساط معينة، أن ننوع هذه الأوساط إلى أن نقع على وسط أو أوساط تلغي الجاذبية. ٧ - "تطبيق التجربة" أي: استخدام التجارب لاستكشاف خاصية نافعة، مثل تعيين مبلغ نقاء الهواء وسلامته في أمكنة مختلفة أو فصول مختلفة بتفاوت سرعة التنفس. ٨ - "جمع التجارب" أي: الزيادة في فاعلية مادة