مجهولاً، وقد تجلى لهم أن من الحماقة وضع حد للممكنات، والتكذيب بما لم يحيطوا بعلمه من المجهولات؛ ثم يرى قراؤنا أيضًا أن طائفة من أماثل هؤلاء العلماء قد وُفِّقوا منذ تسعين سنة عقب ظهور حوادث محققة تدل على وجود عالم وراء العالم المحسوس، إلى التنقيب عن حقيقة ذلك العالم، جارين على أسلوبهم العلمى من المشاهدة والتجربة، فوقفوا على أمور لم يكن يدور فى خلد أحد أن أقطاب العلم المادى يعودون، فيثبتون وجودها، وقد سبق لهم نفيها، والتشنيع على القائلين بها من الشئون الروحانية .. ولسنا نريد أن نثبت إمكان الوحى بالاستناد إلى اكتشافات هؤلاء العلماء فى عالم ما وراء الطبيعة، فقد أثبتنا وجوده بالحس من الغرائز التى طبعت عليها الحيوانات، ومن حوادث العبقريات، ولكننا نستأنس بها فى بحثنا هذا، استدلالاً على أن الإنسانية قد اجتازت دون الافتتان بالماديات، وبدأت تدخل إلى عهد من الحياة تتفق فيها فتوحات الروح من طريق النبوة، وفتوحات العقل من طريق العلم، فتستقيم على الجادة التى توصلها إلى كمالها المرجو لها خالصة من الشبهات الرائنة على الصدور، والشكوك المحيِّرة للعقول ".
إلى هنا كانت مرحلة العلم بالناحية الروحية إلى أواخر العقد الثانى من القرن العشرين، حتى إذا استثارت هذه المباحث عقل " وليم مكدوجل "، ورأى أن ندرة تلك الظواهر التى تعتمد على الوساطة الروحية، وهى نادرة الوجود بين الأفراد، مما يجعل من المستحيل لتلك التجارب أن تتكرر بالانتظام العلمى المطلوب فى إثبات الظواهر الكونية، والقوانين الطبيعية.