وثاكل واصلت ندب البنين فما ...*... قلب لها حن أو ظرف لها دمعا
وأيم ويتامى حولها اصطرخوا ...*... في الليل واصطرخت من بينهم هلعا
قالوا متى الصبح إن الضر أزعجنا ...*... قالت وماذا يفيد الصبح إن طلعا
قالوا متى الأكل ان الجوع احرقنا ...*... قالت إذا منح المعروف من منعا
قالوا وأين أبونا كيف أهملنا ...*... قالت به وقع الأمر الذي وقعا
الموت طار به كالنسر مختطفا ...*... والموت طاح به كالسيل مقتلعا
بني مات أبوكم لم يدع أثرا ...*... الا الأماديح بين الناس والسمعا
قد خلف الروع في نفسي فما هدأت ...*... وأذهب النوم عن طرفي فما هجعا
كأن كل نسيم منه قد نسمت ...*... وكل ساجع روض عنه قد سجعا
فيم الإقامة في الدنيا لأرملة ...*... ريعت ونشء يتيم حولها فجعا
في مد أعمارهم مد لشقوتهم ...*... لعل اسلمهم من نفسه بخعا
أسفرت يا أم ما هذا الكلام وما ...*... هذا الظلام الذي قد خضته قطعا؟
رفقا بنفسك رفقا بالبنين فقد ...*... جرعتهم من مرارات الأسى جرعا
كفي فان وراء العسر ميسرة ...*... كفي فإن وراء الضيق متسعا
كفي عن الندب والإعوال وانتجعي ...*... أرضا بها حمد المرعى من انتجعا
من تحتها أعين المعروف قد نبعت ...*... وفوقها ثمر الإحسان قد ينعا
(خيرية) تحت حزب ظل يكلأها ...*... في جانب الله لا خوفا ولا طمعا
على اسمها التف كالدوحات محتفلا ...*... وباسمها اقترح الخيرات واقترعا
في حفلة شرف الجنسان ساحتها ...*... وآزرت في حماها اللبوة السبعا
دامت لنا حرما أمنا وجامعة ...*... كبرى نلم بها الاحزاب والشيعا
ولا عدتها يد عادت بمنفعة ...*... على المقلين والعقبى لمن نفعا