قد حفت الأيدي بنعشك فاعتلى ...*... كالفلك تزخر تحته الدأماء
ما شيعتك جنازة بل أمة ...*... نشرت فلم يستوفها إحصاء
ذابت قلوب جميعهم لك رحمة ...*... ورضى الرحيم يناله الرحماء
هل فوق نعشك جثة أم توأم ...*... لبنات نعش أم هي الجوزاء؟
أم فلذة من قلب أروع ضاحك ...*... للنائبات جبينه وضاء
لا تيأسي من روح ربك إنه ...*... ماحي الكبائر محسن معطاء
أضفى عليك الله حلة عفوه ...*... وسقتك من رحماته أنواء
واذا ابتلى الله العباد فجهدهم ...*... صبر له وتضرع ودعاء
...
قل للشباب المستبد برأيه ...*... المستفزة وجده الأهواء
من يتغظ بسواه في أخطائه ...*... تلهمه وجه صوابه الأخطاء
إن انتحار اليائسين جناية ...*... عظمى يبوء بخزيها الجبناء
دنياك معركة يفوز بكسبها ...*... رأي أسد وهمة قعساء
والأرض سوق بالنقائض أفعمت ...*... دأب الورى بيع بها وشراء
الفوز والإخفاق بعض عروضها ...*... يعطى ويأخذ منهما الأحياء
من فاته فيها الرجاء فمفلس ...*... لا يرتجى أبدا له إثراء
والخلق صيد النائبات فكلهم ...*... غرض لها في الرصيد وهي رماء
من ينج من بلوى يقع في مثلها ...*... فمن البلاوي لا يتاح نجاء
والله يحكم ثم يمضي حكمه ...*... في الكائنات كما يرى ويشاء
سبحانه خفيت حقائق علمه ...*... عنا فلم تستجلها الآراء
ما فاز الا مؤمن متوكل ...*... متجمل مهما عراه بلاء
فله بأسباب الإله تمسك ...*... وله بأحكام الإله رضاء