للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالجملة، فالقرآن من أوله إلى آخره صريح في ترتُّب (١) الجزاء بالخير والشر والأحكام الكونية والأمرية على الأسباب، بَل ترتُّب (٢) أحكام الدنيا (٣) والآخرة ومصالحهما ومفاسدهما على الأسباب والأعمالَ.

ومن فقه (٤) هذه المسألةَ، وتأملها حقّ التأمل، انتفع بها غاية النفع، ولم يتكل (٥) على القدر جهلًا منه وعجزًا وتفريطًا وإضاعةً، فيكون توكلُه عجزًا، وعجزه توكلًا.

بل الفقيهُ كلُّ الفقيه الذي يردّ القدر بالقدر، ويدفع القدر بالقدر، ويعارض القدر بالقدر، بل لا يمكن الإنسانَ يعيشُ (٦) إلا بذلك، فإنّ الجوع والعطش والبرد وأنول المخاوف والمحاذير هي من القدر، والخلقُ كلّهم ساعون (٧) في دفع هذا القدر بالقدر (٨).

وهكذا (٩)، من وفّقه الله، وألهمه رُشدَه، يدفع قدَر العقوبة (١٠)


(١) س: "ترتيب".
(٢) ز: "يرتب".
(٣) السياق في ف: "صريح في ترتب الجزاء بالخير والشرّ في الدنيا … ".
(٤) ما عدا س، خب: "فقه في" وضبطت في ز، ل بضم القاف. وفي ط: "تفقه في".
(٥) ز: "ومن يتكل".
(٦) كذا في النسخ كلها ما عدا ز التي فيها: "العيش". وفي ط: "أن يعيش". وما ورد في النسخ جائز مقبول.
(٧) س: "سارعون".
(٨) وانظر مدارج السالكين (١/ ١٩٩)، وطريق الهجرتين (٦٤)، ومجموع الفتاوى (٨/ ٣٠٦، ٥٤٧).
(٩) س: "هذا"، تحريف.
(١٠) زاد بعضهم في ز فوق السطر: "الدنيوية و"، مع علامة صح، وهو خطأ. وفي س: "قدره"، وهو أيضًا خطأ، وقد تحرّفت فيها كلمة "الأخروية" أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>