للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت. والله المستعان.

وهذا عمر بن الخطاب كانت تتزاحم عليه الخواطر في مراضي الربّ تعالى، فربّما استعملها في صلاته، فكان يجهِّز (١) جيشَه وهو في صلاته (٢)، فيكون قد جمع بين الجهاد والصلاة.

وهذا من باب تداخل العبادات في العبادة الواحدة. وهو باب عزيز شريف لا يعرفه (٣) إلا صادق الطلب، متضلّع من العلم، عالي الهمة، بحيث يدخل في عبادة يظفر فيها بعبادات شتى (٤). وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

فصل

وأما اللفظات، فحفظها بأن لا يُخرِجَ لفظةً ضائعةً، بل لا يتكلّم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه. فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر: هل فيها ربح وفائدة أم لا؟ فإنْ لم يكن فيها ربح أمسك عنها، وإن كان فيها ربح نظر: هل يفوته بها كلمة هي أربح منها، فلا يضيّعها بهذه.

وإذا أردت أن تستدلّ على ما في القلب، فاستدِلَّ عليه (٥)


(١) س: "وكان تجهيز".
(٢) ف: "عسكره وهو في الصلاة". وقد أخرجه البخاري تعليقًا في كتاب العمل في الصلاة، باب تفكر الرجل الشيء في الصلاة (ص ٢٣٩). (ص). ووصله ابن أبي شيبة في المصنف ٢/ ١٨٨ (٧٩٥١). وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (س/٩٠).
(٣) ف: "لا يدخل منه".
(٤) وانظر زاد المعاد (١/ ٢٥٠).
(٥) "عليه" ساقط من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>