للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى مكان، ولو اجتمع على ذلك الثقلان!

فيا لها من آية دالّة على ربوبيته سبحانه، ووحدانيته، وتصرّفه في عباده، ونفوذ أحكامه فيهم وجرَيانها عليهم!

والدين دينان: دين شرعي أمري، ودين حسابي جزائي. وكلاهما لله وحده، فالدين كله لله أمرًا أو جزاءً. والمحبة أصل كل واحد من الدينين.

فإنّ ما شرعه سبحانه وأمر به يحبّه ويرضاه، وما نهى عنه فإنّه يكرهه ويبغضه لمنافاته يحبّه ويرضاه، فهو يحب ضدّه. فعاد دينه الأموي كلّه (١) إلى محبته ورضاه. ودين العبد لله (٢) به إنّما يُقبل إذا كان عن محبة ورضى (٣)، كما قال النبي : "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإِسلام دينًا، وبمحمّد رسولًا" (٤). فهذا الدين قائم بالمحبّة، وبسببها شُرِع، ولأجلها شُرِعَ (٥)، وعليها أُسِّس.

وكذلك دينه الجزائي، فإنّه يتضمن مجازاةَ المحسن بإحسانه والمسيءِ بإساءته، وكلّ من الأمرين محبوب للربّ، فإنّهما عدله وفضله، وكلاهما من صفات كماله. وهو سبحانه يحبّ أسماءه وصفاته، ويحبّ مَن يحبّها.


(١) "كله" ساقط من ف.
(٢) "لله" لم يرد في ل.
(٣) س: "محبته ورضاه".
(٤) من حديث العبّاس بن عبد المطلب . أخرجه مسلم في كتاب الإيمان (٣٤).
(٥) "ولأجلها شرع" ساقط من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>