للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليتأمَّلْ قتيلُ المحبة هذا الفصل حقَّ التأمل ليعلم ما له وما عليه:

سيعلم يومَ العرض أيَّ بضاعةٍ … أضاعَ وعند الوزن ما كان حَصّلا (١)

فصل

وكما أنّ المحبة (٢) والإرادة أصل كل فعل كما تقدّم، فهي أصل كلّ دين سواء كان حقَّا أو باطلًا. فإنّ الدين هو من الأعمال الباطنة والظاهرة، والمحبّةُ والإرادةُ أصل ذلك كلّه.

والدين هو الطاعة والعادة (٣) والخلُق. فهو الطاعة اللازمة الدائمة التي صارت خلُقًا وعادةً. ولهذا فسر الخلق بالدين في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)[القلم: ٤].

قال الإِمام أحمد: عن ابن عيينة، قال ابن عباس: لعلى دين عظيم (٤).

وسئلت عائشة عن خُلق رسول الله ، فقالت: كان خلقَه القرآنُ (٥).

والدين فيه معنى الإذلال والقهر، وفيه معنى الذلّ والخضوع


(١) أنشد المؤلف في إغاثة اللهفان (٤٢٨ - ٤٢٩) مقطوعة بائية في أحد عشر بيتًا لعلها له، ومنها هذا البيت، إلا أن فيه هناك: "وعند الوزن ما خفّ أورَبَا".
(٢) س: "وكمال المحبة"، تحريف.
(٣) ما عدا ز: "العبادة"، تصحيف.
(٤) أخرجه الطبري (٢٩/ ١٨) من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فذكره، وسنده حسن. ورواه عطاء عن ابن عباس، ذكره الواحدي في الوسيط (٤/ ٣٣٤).
(٥) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل (٧٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>