للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن انتفى ذلك كلُّه، أو غلبت محبة المعشوق لذلك؛ انجذب إليه القلب بكليّته، ومالت إليه النفس كل الميل.

فإن قيل (١): قد ذكرتم آفاتِ العشق ومضارَّه ومفاسدَه، فهلّا ذكرتم منافعَه وفوائده التي من جملتها: رقة الطبع، وترويح النفس، وخفّتها، وزوال ثقلها، ورياضتها، وحملها على مكارم الأخلاق من الشجاعة والكرم والمروءة ورقّة الحاشية ولطف الجانب.

وقد (٢) قيل ليحيى بن معاذ الرازي: إنّ ابنك عشق فلانة، فقال: الحمد لله الذي صيّره إلى طبع الآدمي (٣)! وقال بعضهم: العشق داء أفئدة الكرام (٤).

وقال غيره: العشق لا يصلح إلا لذي مروءة ظاهرة وخليقة طاهرة، أو لذي لسان فاضل وإحسان كامل، أو لذي أدب بارع وحسب ناصع (٥).

وقال آخر: العشق يشجّع جَنان الجبان، ويصفّي ذهن الغبيّ، ويسخّي كفّ البخيل، ويُذِلّ عزّةَ الملوك، ويسكِّن نوافر الأخلاق (٦). وهو أنيس من لا أنيس له، وجليس من لا جليس له (٧).


(١) من هنا إلى ص (٥٣٢) فصل طويل في فوائد العشق التي ذكرها المؤلف على لسان المعترض، ثم ردّ عليه.
(٢) لم يرد "وقد" في ف.
(٣) فتوى في العشق (١٧٨).
(٤) المرجع السابق.
(٥) المرجع السابق.
(٦) ف: "الأعلاق"، تحريف.
(٧) فتوى في العشق (١٧٩)، المصون (٤٦)، بهجة المجالس (١/ ٨٢٣)، روضة =

<<  <  ج: ص:  >  >>