للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونصب للمؤمنين حوضًا يشربون منه بإزاء شربهم مِن شَرْعه في الدنيا، وحرَمَ من الشُّرب منه (١) هناك من حرمه من الشرب من شرعه ودينه ها هنا (٢).

فانظر إلى الآخرة كأنّها رأي عين، وتأمَّلْ حكمة الله سبحانه في الدارين، تعلَمْ حينئذ علمًا يقينًا لا شكّ فيه أنّ الدنيا مزرعةُ الآخرة وعنوانُها وأنموذجُها، وأنّ منازل الناس فيها في السعادة والشقاوة على حسب منازلهم في هذه الدار في الإيمان والعمل الصالح وضدّهما. وبالله التوفيق.

فمن أعظم عقوبات الذنوب: الخروج عن الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة.

فصل

ولما كانت الذنوب متفاوتة في درجاتها ومفاسدها تفاوتت عقوباتها في الدنيا والآخرة بحسب تفاوتها.

ونحن نذكر فيها بعون الله وتوفيقه (٣) فصلًا وجيزًا جامعًا، فنقول:


(١) "منه" ساقط من س.
(٢) رويت أحاديث الحوض عن جماعة من الصحابة. قال المؤلف في شرح السنن (١٣/ ٥٦): "وقد روى أحاديث الحوض أربعون من الصحابة، وكثير منها وأكثرها في الصحيح". ومنها أحاديث متفق عليها، ومنها ما انفرد به البخاري أو مسلم.
(٣) ز: " … وقوته وتوفيقه".

<<  <  ج: ص:  >  >>