للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُسْتَمْتعَ (١) بها إلى غيرها، وأنّ الآخرة هي المستقَرّ.

وإذا عُرِف أنّ لذّات الدنيا ونعيمها متاع ووسيلة إلى لذّات الآخرة (٢)، ولذلك خُلقت الدنيا ولذّاتها، فكلّ لذة أعانت على لذة الآخرة وأوصلتْ إليها لم يُذَمَّ تناولُها، بل يُحمَد بحسب إيصالها إلى لذّة الآخرة.

إذا عُرِف هذا، فأعظمُ نعيم الآخرة ولذّاتها: النظرُ إلى وجه الربّ ، وسماعُ كلامه منه، والقربُ منه؛ كما ثبت في الصحيح في حديث الرؤية: "فوالله ما أعطاهم شيئًا أحب إليهم من النظر إليه" (٣).

وفي حديث آخر: "إنّه إذا تجلّى لهم ورأوه نسُوا ما هم فيه من النعيم" (٤).

وفي النسائي ومسند الإِمام أحمد من حديث عمّار بن ياسر عن


= وابن كثير في الحالين. الإقناع (٧٥٥).
(١) س، ل: "يتمتع".
(٢) ف: "لذة الآخرة".
(٣) ف: "إلى وجهه الكريم". وهو من حديث صهيب . أخرجه مسلم في الإيمان" باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم (١٨١).
(٤) أخرجه ابن ماجه (١٨٤) والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٢٧٤ - ٢٧٥) وابن أبي الدنيا في صفة الجنّة (٩٨) وغيرهم بنحوه. فيه الفضل بن عيسى الرقاشي متروك الحديث. والحديث تكلم فيه العقيلي وابن عدي وابن الجوزي وابن كثير والبوصيري. وجاء عن الحسن البصري بمثله عند الآجري في الشريعة (٥٧٢). وفي سنده عمر بن مدرك القاص. قال يحيى بن معين: كذاب. انظر الجرح (٦/ ١٣٦) ولسان الميزان (٦/ رقم ٥٦٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>