للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

ومن عقوباتها: أنها تجعل صاحبَها من السِّفْلة بعد أن كان مُهَيًّأ لأن يكون من العِلْية. فإنّ الله خلق خلقَه قسمين: عِلية وسِفلة، وجعل علّيين مستقرّ العلية، وأسفل سافلين مستقرّ السفلة. وجعل أهل طاعته الأعلَين في الدنيا والآخرة، وأهل معصيته الأسفلِين في الدنيا والآخرة (١)، كما جعل أهل طاعته أكرمَ خلقه عليه، وأهلَ معصيته أهونَ خلقه عليه (٢)، وجعل العزّة لهؤلاء (٣)، والذلّة والصغار لهؤلاء. كما في مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر (٤) عن النبي- -أنه قال: "جُعل الذلّة والصَّغار على من خالف أمري".

فكلّما (٥) عمل العبد معصيةً نزل إلى أسفل درجة، ولا يزال في نزول حتى يكون من الأسفلين. وكلّما عمل طاعة (٦) ارتفع بها درجة، ولا يزال في ارتفاع حتى يكون من الأعلَين. وقد يجتمع للعبد في أيام حياته الصعود من وجه، والنزول من وجه، وأيّهما كان أغلب عليه كان من أهله. فليس من صعد مائة درجة ونزل درجة واحدة كمن كان بالعكس.


(١) "وأهل معصيته … الآخرة" ساقط من ل.
(٢) "عليط ساقط من ف. وفي ز: "عليهم"، خطأ.
(٣) ف: "لهؤلاء العزة".
(٤) في جميع النسخ: "عبد الله بن عمرو"، وقد تقدم على الصواب -كما أثبتنا- في ص (١٤٣).
(٥) س: "وكلما".
(٦) ف: "بطاعة".

<<  <  ج: ص:  >  >>