للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به؟ وهل هذا إلا من خدع النفوس وغرور الأماني؟

وقد قال أبو أمامة بن سهل (١) بن حُنَيف: دخلتُ أنا وعروة بن الزبير على عائشة فقالت: لو (٢) رأيتما رسول الله في مرض له، وكانت عندي ستة دنانير- أو سبعة- فأمرني رسول الله أن أفرّقها. قالت: فشغلني وجع النبي ، حتى عافاه الله. ثم سألني عنها فقال: "ما فعلتِ؟ أكنتِ فرّقتِ الستّةَ الدنانير (٣)؟ " فقلت: لا، والله لقد كان شغلني (٤) وجعُك. قالت: فدعا بها، فوضعها في كفه، فقال: "ما ظنُّ نبيِّ اللهِ لو لقي الله، وهذه عنده؟ " (٥) وفي لفظ: "ما ظنُّ محمَّد بربّه لو لقي الله، وهذه عنده؟ ".

فيالله! ما ظنُّ أصحابِ الكبائر والظَّلَمةِ بالله إذا لقُوه، ومظالم العباد


(١) وقع في س: "أبو أمامة سهل"، فأسقط كلمة الابن قبل "سهل". وكذا في ط. وهو غلط، فإن أبا أمامة كنية اشتهر بها أسعد بن سهل بن حنيف. وقد ولد قبل وفاة النبي بعامين، وحنّكه النبي وسمّاه باسم جده لأمه: أبي أمامة أسعد بن زرارة. انظر الإصابة (١/ ١٨١).
(٢) س: "أو".
(٣) ف. ز: "الستة دنانير".
(٤) ف: "قد شغلني". ز: "لقد شغلني".
(٥) أخرجه أحمد ٦/ ١٠٤ (٢٤٧٣٣) وابن حبان (٣٢١٣) من طريق موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل. فذكره. قلت: هذا سند ضعيف، فيه موسى بن جبير قال ابن حبان في الثقات: "كان يخطئ ويخالف". وقال ابن القطان: "لا يعرف حاله".
ورواه محمَّد بن عمرو وأبو حازم عن أبي سلمة عن عائشة فذكرته باللفظ الآخر الذي ذكره المؤلف. أخرجه أحمد (٢٤٢٢٢، ٢٤٥٦٠) وابن حبان (٧١٥، ٣٢١٢) وغيرهما. والحديث سنده صحيح، وقد صححه ابن حبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>