للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المسند (١) أيضًا من حديث أبي ذر، قال: قال رسول الله : "إنّي أرى ما لا ترون، وأسمع (٢) ما لا تسمعون. أطّت السماء، وحُقَّ لها أن تئِطَّ! ما فيها موضعُ أربع أصابعَ إلا وعليه ملَكٌ ساجدٌ. لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا، ولبكَيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفُرُش، ولخرجتم إلى الصُّعُدات (٣) تَجأَرون إلى الله ﷿". قال أبو ذر: والله لوددتُ أنّي شجرة تُعضَد (٤)! وفي المسند (٥) أيضًا من حديث حذيفة، قال: كنّا مع رسول الله


(١) ٥/ ١٧٣ (٢١٥١٦). وأخرجه الترمذي (٢٣١٢) وابن ماجه (٤١٩٠) والحاكم ٢/ ٥٥٤ (٣٨٨٣) والبزار في مسنده (٣٩٢٤، ٣٩٢٥) وغيرهم، من طريق إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورّق عن أبي ذر، فذكره.
قال الترمذي: "حسن غريب". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم له طريقًا غير هذا الطريق، ولا نعلم روى مجاهد عن مورق عن أبي ذر إلا هذين الحديثين، وأحسب أن هذا الكلام الأخير من قول
أبي ذر، أعني: لوددت أني شجرة تعضد".
قلت: هذا سند ضعيف، مورق لم يسمع من أبي ذر. قاله أبو زرعة والدارقطني. وأيضًا إبراهيم بن مهاجر فيه ضعف وقد تفرد بالحديث.
انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (٨١٧) وعلل الدارقطني (٦/ ٢٦٤).
(٢) ف: "وإني اسمع".
(٣) هي الطرقات. النهاية (٣/ ٢٩).
(٤) أي تقطع.
(٥) ٥/ ٤٠٧ (٢٣٤٥٧). وأخرجه تمام في فوائده (الروض البسام- ٥١٨) والبيهقي في إثبات عذاب القبر (١١٢) وابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٤٠٦) من طريق محمَّد بن جابر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة فذكره. قال ابن=

<<  <  ج: ص:  >  >>