للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موقفه (١) بين يدي الملك، ولا يستعدّ له، ولا يأخذ له أهبته (٢)؟

قيل: هذا -لَعمرُ الله- سؤال صحيح وارد على أكثر هذا الخلق.

واجتماعُ هذين الأمرين من أعجب الأشياء.

وهذا التخلّف له عدة أسباب:

أحدها: ضعف العلم ونقصان اليقين. ومن ظنّ أن العلم لا يتفاوت، فقوله من أفسد الأقوال وأبطلها. وقد سأل إبراهيم الخليل ربَّه أن يُريه إحياءَ الموتى عيانًا، بعد علمه بقدرة الربّ على ذلك، ليزداد طمأنينةً، ويصير المعلوم غيبًا (٣) شهادةً.

وقد روى أحمد في مسنده (٤) عن النبي أنه قال: "ليس الخبر كالمعاينة" (٥).


(١) س: "وقوفه".
(٢) ف، ز: "أهبة".
(٣) ل، ز: "عينا"، تصحيف.
(٤) ١/ ٢١٥، ٢٧١ (١٨٤٢، ٢٤٤٧). وأخرجه ابن حبان (٦٢١٣) والحاكم ٢/ ٣٥١ (٣٢٥٠) وأبو الشيخ في الأمثال (٥) وغيرهم من طريق هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكره. قال يحيى بن حسان: "هشيم لم يسمع حديث أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس: ليس الخبر كالمعاينة، وإنما دلّسه".
وقال ابن عدي: "ويقال: إن هذا لم يسمعه هشيم من أبي بشر، إنما سمعه من أبي عوانة عن أبي بشر فدلسه". انظر: الكامل لابن عدي (٧/ ١٣٦).
وأخرجه ابن حبان (٦٢١٤) والحاكم ٢/ ٤١٢ (٣٤٣٥) وغيرهما، عن أبي عوانة عن أبي بشر به بمثله. والحديث صححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي.
(٥) كذا في ف. وفي النسخ الأخرى: "ليس المخبر كالمعاين". (ص) ورد هذا اللفظ من حديث أنس بن مالك عند ابن عدي في الكامل (٦/ ٢٩١) والخطيب =

<<  <  ج: ص:  >  >>