للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان. وما منع قوم زكاةَ أموالهم إلا مُنِعوا القَطْرَ من السماء، فلولا البهائم لم يُمطَروا. ولا خفر قوم العهد إلا سلّط الله عليهم (١) عدوَّهم من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم. وما لم تعمل أئمّتُهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسَهم بينهم".

وفي المسند والسنن (٢) من حديث عمرو بن مُرّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي عبيدة، عن عبد الله (٣) بن مسعود قال: قال رسول الله : "إنّ من كان قبلكم كان إذا عمل العامل فيهم بالخطيئة جاءه الناهي تعذيرًا (٤)، فإذا كان الغدُ جالَسَه وواكَلَه وشارَبه، كأنه لم يره على خطيئةٍ بالأمس. فلما رأى الله ﷿ ذلك منهم (٥) ضرَبَ بقلوب بعضهم على بعض، ثم لعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى بن مريم.

ذلك بما عصوا، وكانوا يعتدون. والذي نفس محمَّد بيده، لتأمرُنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، ولتأخذُنّ على يد السفيه، ولتأطُرُنّه على الحق أطرًا، أو ليضربَنّ الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننَّكم


(١) ز: "سلط عليهم".
(٢) أخرجه أبو داود (٤٣٣٧) وابن أبي الدنيا في العقوبات (١٢) والطبراني (١٠/ رقم ١٠٢٦٧، ١٠٢٦٨) من طريق عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود فذكره. ورواه جماعة عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن ابن مسعود. أخرجه أحمد ١/ ٣٩١ (٣٧١٣) والترمذي (٣٠٤٧) وقال: "هذا حديث حسن غريب"، وابن ماجه (٤٠٠٦) وأبو داود (٤٣٣٦).
والحديث في سنده انقطاع. أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا. انظر تحقيق المسند (٦/ ٢٥١ - ٢٥٢).
(٣) ف: "عن ابن عبد الله". س، ز: "أبي عبيدة بن عبد الله". والمثبت من ل، خا.
(٤) أي ينهاه نهيًا يقصّر فيه ولا يبالغ. انظر النهاية (٣/ ١٩٨).
(٥) ف: "منهم ذلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>