للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى ما أكره (١)، إلا انتقلتُ له مما يحبّ إلى ما يكره (٢). ولا يكون عبد من عَبيدي على ما أكره، ثم ينتقل عنه إلى ما أحِبّ، إلا انتقلتُ له مما يكره إلى ما يحبّ (٣).

وقد أحسن (٤) القائل:

إذا كنتَ في نعمةٍ فَارْعَها … فإنّ المعاصي تُزيل النِّعَمْ (٥)

وحُطْها بطاعةِ ربِّ العبادِ … فربُّ العبادِ سريعُ النِّقَمْ

وإيّاك والظلمَ مهما استطعتَ … فظلمُ العبادِ شديدُ الوَخَمْ

وسافِرْ بقلبك بينَ الورى … لِتُبصِرَ آثارَ من قد ظَلَمْ

فتلك مساكنُهم بعدَهم … شهود عليهم ولا تُتَهَمْ

وما كان شيء عليهم أضَرَّ … من الظلم، وهو الذي قد قَصَمْ

فكم تركوا مِنْ جِنان ومِنْ … قُصور وأخرى عليهم أطَمّ (٦)

صلُوا بالجحيم وفات النعيمُ … وكان الذي نالَهم كالحلُمْ (٧)


(١) ف: "أكرهه"، وكذا فيما يأتي.
(٢) ف: "يكرهه".
(٣) لم أقف عليه.
(٤) ف: "وقد قال".
(٥) س: "فإن الذنوب".
(٦) ز: "أجري عليهم أصم".
(٧) البيت الأول أنشده المصنف في طريق الهجرتين (١٣٤، ٥٨٩)، وبدائع الفوائد (٧١٢). وقد نقل ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٤/ ٧٠) بسنده أن عمر بن عبد العزيز كان يتمثل بهذا البيت وتاليه، وروايته فيه:
ولا تحقرن صغير الذنوب … فإنّ الإله شديد النقمْ =

<<  <  ج: ص:  >  >>