للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما أنّ الشاة التي لا حافظ لها وهي بين الذئاب سريعةُ العطب، فكذا العبد إذا لم يكن عليه حافظ من الله (١)، فذئبُه مفترِسُه، ولابدّ.

وإنما يكون عليه حافظ من الله (٢) بالتقوى، فهي وقاية وجُنّة حصينة بينه وبيّن ذئبه، كما هي وقاية بينه وبيّن عقوبة الدنيا والآخرة. وكلّما كانت الشاة أقرب من الراعي كانت أسلم من الذئب، وكلّما بعدت عن الراعي كانت أقرب إلى الهلاك. فأحمى ما تكون الشاة إذا قربت من الراعي، وإنما يأخذ الذئب القاصي (٣) من الغنم، وهي أبعدهن من الراعي (٤).

وأصل هذا كلّه أنّ القلب كلّما كان أبعد من الله كانت الآفات إليه (٥) أسرع، وكلّما قرُب من الله بعدت عنه الآفات.

والبعد من الله مراتب بعضها أشدّ من بعض. فالغفلة تبعد العبد (٦)


= وغيره، ولا يصح.
ولأصل معناه شواهد. منها عن أبي الدرداء مرفوعًا: "ما من ثلاثة نفر في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية" أخرجه أحمد (٢١٧١٠) وابن خزيمة (١٤٨٦) وابن حبان (٢١٠١) وغيرهم. وسنده لا بأس به. والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم. انظر تحقيق المسند (٣٦/ ٤٢).
(١) ف: "لم يكن عليه من الله وقاية وجنّة".
(٢) "فذئبه … من الله" ساقط من ز.
(٣) ف: "القاصية".
(٤) س، ف: "أبعد من الراعي".
(٥) "إليه" ساقط من ز.
(٦) ف: "القلب".

<<  <  ج: ص:  >  >>