للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واتصلت به أسباب الشرّ. فأيّ فلاح وأيّ رجاء وأيّ عيش لمن انقطعت عنه أسباب الخير، وقطع ما بينه (١) وبيّن وليّه ومولاه الذي لا غنى له عنه طرفة عين، ولابدّ له منه (٢)، ولا عوض له عنه، واتصلت به أسباب الشر، ووصل ما بينه وبيّن أعدى عدوّ له، فتولّاه عدوّه، وتخلّى عنه وليّه؟ فلا تعلم نفس ما في هذا الانقطاع والاتصال من أنواع الآلام وأنواع العذاب!

قال بعض السلف: رأيتُ العبد مُلقًى بين الله سبحانه وبيّن الشيطان، فإن أعرض الله عنه (٣) تولّاه الشيطان، وإن تولّاه الله لم يقدر عليه الشيطان (٤).

وقد قال تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (٥٠)[الكهف: ٥٠].


(١) ف: "وقطع بينه".
(٢) بعده في س زيادة: "ولا بدل له منه".
(٣) ز: "أعرض عنه الله".
(٤) أخرجه الإِمام أحمد في الزهد (١٣٥٣) عن مطرّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، ولفظه: "وجدت هذا الإنسان ملقى بين الله ﷿ وبيّن الشيطان، فإن يعلم الله في قلبه خيرًا يجبذه إليه، وإن لا يعلم فيه خيرًا وكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه فقد هلك". وبهذا اللفظ نقله عنه المؤلف في المدارج (٣/ ٧٩). (ص) وسنده حسن. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (٢٩٨)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (٢/ ٢٠١) وابن عساكر في تاريخه (٥٨/ ٣٠٨) بنحوه، وسنده صحيح. وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان (٢٥) من طريق آخر عن مطرّف بنحوه (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>