للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكون لكم في هذا الثغر أمران (١) عظيمان لا تبالُون بأيّهما ظفرتم: أحديث: التكلم بالباطل، فإنّ المتكلم بالباطل أخ من إخوانكم، ومن أكبر جندكم وأعوانكم.

والثاني (٢): السكوت عن الحقّ، فإنّ الساكت عن الحقّ أخ لكم أخرس، كما أنّ الأولَ أخ لكم ناطق، وربما كان الأخ الثاني أنفع إخوانكم لكم. أما سمعتم قول الناصح: المتكلِّمُ بالباطل شيطان ناطق، والساكتُ عن الحقّ شيطان أخرس (٣).

فالرباطَ الرباطَ على هذا الثغر أن يتكلّم بحق، أو يمسك عن باطل (٤). وزيّنوا له التكلّمَ بالباطل بكلّ طريق. وخوّفوه من التكلم بالحق بكل طريق.

واعلموا يا بَنيَّ أنّ ثغر اللسان هو الذي أُهلِكُ منه بني آدم، وأكُبُّهم منه (٥) على مناخرهم في النار، فكم لي من قتيل وأسير وجريح أخذتُه من هذا الثغر!

وأوصيكم (٦) بوصيّة، فاحفظوها: لِينطِقْ أحدكم على لسان أخيه من الإنس بالكلمة، ويكون الآخر على لسان السامع، فينطق باستحسانها


(١) س، ل: "أثران".
(٢) س: "الثاني" دون واو العطف.
(٣) نحوه في إعلام الموقعين (٢/ ١٧٧). ونقل القشيري من كلام شيخه أبي علي الدقاق: "من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس". الرسالة (١٢٠).
(٤) س: "الباطل".
(٥) لم يرد "منه" في س. وفي ف: "فيه"، ولعله تحريف.
(٦) ز: "أوصيتكم".

<<  <  ج: ص:  >  >>