للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي بعض الآثار: "إذا كذب العبدُ تباعد منه الملَك ميلًا مِن نتَنِ ريحه" (١). فإذا كان هذا تباعُدَ المَلكِ منه من كذبة واحدة، فماذا يكون مقدارُ بعده منه مما هو أكبر من ذلك وأفحش منه؟

وقال بعض السلف: إذا ركب الذكَرُ الذكَرَ عجّت الأرضُ إلى الله، وهربت الملائكةُ إلى ربّها، وشكتْ إليه عظيمَ ما رأتْ (٢).

وقال بعض السلف: إذا أصبح العبدُ ابتدره الملَك والشيطانُ، فإن (٣) ذكر الله وكبّره وحمِده وهلّله طرد الملكُ الشيطانَ وتولّاه، وإن افتتح بغير ذلك ذهب الملك عنه (٤)، وتولّاه الشيطان (٥).

ولا يزال الملَك يقرب من العبد حتى يصير الحكم والغلبة والطاعة


(١) أخرجه الترمذي (١٩٧٢) والطبراني في الصغير (٨٥٣) وابن أبي الدنيا في الصمت (٤٧٧) وابن حبان في المجروحين (٢/ ١٣٧) وابن عدي في الكامل (٥/ ٢٨٣) وغيرهم، من طريق عبد الرحيم بن هارون عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر فذكره مرفوعًا. والحديث منكر لا يثبت لتفرد عبد الرحيم بن هارون به عن عبد العزيز. وعبد الرحيم قال فيه أبو حاتم: "مجهول لا أعرفه". وقال الدارقطني: "متروك الحديث يكذب". وقال ابن عدي: "لم أر للمتقدمين فيه كلامًا. وإنما ذكرته لأحاديث رواها مناكير عن قوم ثقات".
(٢) ز: "عظم ما رأت". ونسب المؤلف أوله في روضة المحبين (٥٠٥) إلى عباس الدُّوري. ثم نقل نصًّا أطول مما هنا فيه (٥١٤) عن "بعض العلماء" (ص).
أخرجه الآجرّي في ذم اللواط (٢) عن عباس الدوري قال: "بلغني أن الأرض تعج من ذكر على ذكر". وذكره الذهبي في الكبائر (٧٠) بمعناه (ز).
(٣) س: "فإذا".
(٤) "عنه" ساقط من ز.
(٥) "وتولّاه وإن … الشيطان" ساقط من س (ص) لم أقف على الأثر (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>