للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُجلّه، ولا يوقّره. وقد نبّه سبحانه على هذا المعنى بقوله: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١)[الانفطار: ١٠ - ١١] أي: استحيُوا هؤلاء (١) الحافظين الكرامَ، وأكرِمُوهم، وأجِلُّوهم أن يروا منكم ما تستحيُوا (٢) أن يراكم عليه مَن هو مثلُكم.

والملائكة تتأذّى مما يتأذّى منه بنو آدم (٣). فإذا كان ابن آدم يتأذّى ممن يفجر ويعصي بين يديه، وإن كان قد يعمل مثل عمله، فما الظنّ بأذى الملائكة الكرام الكاتبين؟ والله المستعان.


= يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم وأكرموهم". قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
ورواه الحسن بن أبي جعفر البصري عن ليث عن محمَّد بن عمرو عن أبيه عن زيد بن ثابت فذكره بنحوه. أخرجه البيهقي في الشعب (٧٣٤٥).
قلت: الحسن بن أبي جعفر ضعيف الحديث. والحديث مداره على ليث بن أبي سليم، وفي حفظه كلام. والحديث ضعفه الترمذي والبيهقي وعبد الحق الإشبيلي ووافقه ابن القطان. انظر بيان الوهم والإيهام (١٢٧٩).
وروي نحوه من حديث أبي هريرة، وهو ضعيف جدًا. انظر شعب الإيمان (٧٣٤٤).
(١) زاد بعضهم "من" في ف: "من هؤلاء". واستحييته، واستحييت منه كلاهما صحيح.
(٢) كذا في جميع النسخ، والوجه: "تستحيون".
(٣) كما في حديث جابر بن عبد الله . أخرجه مسلم في المساجد، باب نهي من أكل ثومًا … (٥٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>