للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا الله، وأنّه لا إله غيره ولا ربّ سواه، ولكن لا يُخلِص لله في معاملته وعبوديته، بل يعمل لحظِّ نفسه تارةً، ولطلب الدنيا تارةً، ولطلب الرفعة والمنزلة والجاه عند الخلق تارةً. فلِلّه من عمله وسعيه نصيب، ولنفسه وحظّه وهواه نصيب، وللشيطان نصيب، ولِلخَلْق نصيب. وهذا حال أكثر الناس.

وهو الشرك الذي قال فيه النبي فيما رواه ابن حِبّان في صحيحه (١): "الشرك في هذه الأمّة أخفى من دبيب النمل". قالوا: وكيف ننجو منه يا رسول الله؟ قال: "قل: اللهم إنّي أعوذ بك أن


(١) ليس في المطبوع، ولعل المؤلف وهم فيه. وقد ورد نحو هذا المتن عن أبي موسى وأبي بكر وعائشة وابن عباس، وكلها لا تثبت. وأصحها حديث أبي موسى الأشعري. فقد أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٤٠٣ (١٩٦٠٦) والبخاري في الكنى (٥٠٩) وغيرهما من طريق أبي علي الكاهلي قال: خطبنا أبو موسى الأشعري فقال: "يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل … -وفيه: قال أبو موسى- خطبنا رسول الله ذات يوم فقال. فذكر نحوه.
قال الهيثمي: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط. ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي علي، ووثقه ابن حبان" المجمع (١٠/ ٢٢٣). وانظر الترغيب والترهيب (١/ ٤٠).
وقد ورد موقوفًا عن ابن مسعود وابن عباس أخرجه ابن حبان في الثقات (٥/ ٣٤٢) من طريق كردوس الثعلبي عن ابن مسعود قال: "الشرك في أمة محمَّد وفي المصلين أخفى من دبيب النمل". وسنده لا بأس به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢٣٠) من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ قال: "هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن يقول: والله وحياتك يا فلانة وحياتي، ويقول: لولا كلبه هذا لأتانا اللصوص … " وسنده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>