للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول!

وإذا أردت أن تعرف ذلك، فانظر إلى ما رواه مسلم في صحيحه (١) من حديث جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله : "قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان. فقال الله ﷿: مَن ذا الذي يتألّى عليّ أنّي لا أغفر لفلان؟ قد غفرتُ له، وأحبطتُ عملَك".

فهذا العابد (٢) الذي قد عَبَدَ اللهَ ما شاء أن يعبده، أحبطت هذه الكلمةُ الواحدة عملَه كلّه!

وفي حديث أبي هريرة نحو ذلك، ثم قال أبو هريرة: "تكلم بكلمةٍ أوبقَتْ دنياه وآخرته" (٣).

وفي الصحيحين (٤) من حديث أبي هريرة عن النبي : "إنّ العبد


(١) كتاب البرّ والصلة، باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله (٢٦٢١).
(٢) ذكر العابد في حديث أبي هريرة الآتي، لا في حديث جندب السابق.
(٣) أخرجه أبو داود (٤٩٠١) وأحمد ٢/ ٣٢٣، ٣٦٣ (٨٢٩٢، ٨٧٤٩) وابن حبان (٥٧١٢) وغيرهم من طريق عكرمة بن عمار عن ضمضم بن جوس عن أبي هريرة فذكر مطولًا.
وفيه عكرمة بن عمار، في حفظه كلام. وقد اختلف عنه الرواة في الجملة الأخيرة. فرواه من قول أبي هريرة: عبد الله بن المبارك في الزهد (٩٠٠)، وأبو الوليد الطيالسي عند ابن حبان، وأبو عامر العقدي وعبد الصمد عند أحمد، وعلي بن ثابت عند أبي داود.
ورواها مرفوعة: موسى بن مسعود عند المزي في تهذيب الكمال (١٣/ ٣٢٦) وغسان بن عبيد عند ابن أبي الدنيا في حسن الظن (٤٥).
والصواب: الموقوف.
(٤) أخرجه البخاري في الرقاق، باب حفظ اللسان (٦٤٧٨) من طريق أبي صالح =

<<  <  ج: ص:  >  >>