للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجوس في حنادس الظلمات.

السادسة: أنّه يُورثه فراسةً صادقةً يميّز بها بين المحِقّ والمبطل (١) والصادق والكاذب.

وكان شجاع الكرماني (٢) يقول: من عمر ظاهرَه باتباع السنة، وباطنَه بدوام المراقبة؛ وغضّ بصرَه عن المحارم، وكفّ نفسه عن الشهوات، واغتذى بالحلال = لم تخطئ فراسته. وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة (٣).

والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله، ومن ترك لله شيئًا (٤) عوّضه الله خيرًا منه، فإذا غضّ بصره عن محارم الله عوّضه الله (٥) بأن يُطلِق نورَ بصيرته عوضًا عن حبسِه (٦) بصرَه لله، ويفتحَ عليه (٧) باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة المصيبة التي إنّما تُنال


(١) س: "الحق والباطل". ل: "الحق والصادق" فسقط منها: "الباطل".
(٢) كذا في جميع النسخ وروضة المحبين (٢٠٠). وفي إغاثة اللهفان (١٠٥): "أبو شجاع" وفي المدارج (٢/ ٤٨٤) والروح (٥٣٥): "شاه الكرماني"، وهذا الأخير هو الصواب. فهو أبو الفوارس شاه بن شجاع الكرماني. كان من أولاد الملوك وعلماء الصوفية. مات قبل الثلاثمائة. طبقات الصوفية (١٩٢).
(٣) انظر حلية الأولياء (١٠/ ٢٥٣)، والرسالة القشيرية و (٤٢٨). وقد نقل المؤلف قول شاه في كتبه المذكورة في التعليق السابق أيضًا. وفي ف: "شيخنا" بدلًا من "شجاع هذا"، وهو غريب.
(٤) ل: "شيئًا لله".
(٥) "خيرًا منه … عوضه الله" ساقط من س.
(٦) س: "من حبسه".
(٧) س: "وفتح الله عليه".

<<  <  ج: ص:  >  >>