للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي دعاء القنوت: "إنّه لا يذِلّ من واليتَ، ولا يعِزّ من عاديتَ" (١). ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه، وله من العزّ بحسب طاعته. ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه، وله من الذلّ بحسب معصيته.

الثامنة: أنه يسدّ على الشيطان مدخله إلى القلب، فإنّه يدخل مع النظرة، وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي، فيمثّل له حسنَ (٢) صورة المنظور إليه، ويزيّنها، ويجعلها صنمًا يعكف عليه القلب. ثم (٣) يَعِدُه، ويمنّيه، ويوقد على القلب نار الشهوة، ويلقي عليه (٤) حطب المعاصي التي لم يكن يتوصّل إليها بدون تلك الصورة، فيصير القلب في اللهيب (٥). فمن ذلك اللهيب (٦) تلك الأنفاسُ التي يجد


(١) أخرجه أبو داود (١٤٢٥، ١٤٢٦) وابن ماجه (١١٧٨) والترمذي (٤٦٤) وأحمد ١/ ١٩٩، ٢٥٠ (١٧١٨، ١٧٢١) وابن خزيمة (١٠٩٥) وابن الجارود (٢٧٢) والبيهقي (٢/ ٢٠٩) وغيرهم من طريق أبي إسحاق السبيعي ويونس بن أبي إسحاق والعلاء بن صالح عن بُرَيد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي فذكره.
وخالفهم شعبة فرواه عن بريد بن أبي مريم به مثله ولم يذكر "في الوتر".
أخرجه أحمد ١/ ٢٠٠ (١٧٢٣) وابن خزيمة (١٠٩٦) وابن حبان (٧٢٢) وغيرهم.
والحديث صحيح إلا أن ابن خزيمة طعن في لفظة "في الوتر" أو "في قنوت الوتر"، فليراجع كلامه في صحيحه (١٠٩٦).
(٢) "حسن" من س.
(٣) "ثم" ساقطة من ل.
(٤) ف: "عليها".
(٥) ل: "اللهب".
(٦) ف، ل: "اللهب".

<<  <  ج: ص:  >  >>