للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محبة ما ليس له صلاح ولا نعيم ولا حياة نافعة إلا بمحبته (١) وحده. فليختر إحدى المحبَّتَين، فإنهما لا تجتمعان في القلب ولا ترتفعان منه. بل من أعرض عن محبة الله وذكره والشوق إلى لقائه ابتلاه بمحبة غيره، فيعذّبه بها في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة. فإمّا أن يعذّبه بمحبة الأوثان، أو بمحبة الصُّلبان، أو بمحبة النيران، أو محبة المُرْدان، أو محبة النسوان، أو محبة الأثمان (٢)، أو محبة العُشراء والخلّان (٣)، أو محبة (٤) ما دون ذلك مما هو في غاية الحقارة والهوان، فالإنسان عبد محبوبه كائنًا ما كان! كما قيل:

أنت القتيل بكلّ من أحببتَه … فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي (٥)

فمن لم يكن إلهُه (٦) مالكَه ومولاه، كان إلهه هواه. قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٢٣)[الجاثية: ٢٣].


(١) ز: "لمحبته".
(٢) "أو محبة الأثمان" ساقط من س. وفي ف: "أو بمحبة الإنسان".
(٣) ف: "العشران أو محبة الخلآن". وتحت "العشران" فيها حاشية لم يظهر في التصوير منها إلا: "جمع عشير".
(٤) اضطربت النسخ في إثبات "محبة" أو "بمحبة"، وقد جاءت ثماني مرات. وقد اتبعنا نسخة س. أما غيرها، فقد وردت في ف بالباء في المواضع الستة الأولى، وفي ل، ز في الموضع الأول فقط.
(٥) لابن الفارض في ديوانه (١٥١)، وقد أنشده المؤلف في تهذيب السنن (٦/ ١٨١)، وبدائع الفوائد (٦٧٢)، وروضة المحبين (١٦٢، ٥٦٨) أيضًا.
(٦) ف: "الله".

<<  <  ج: ص:  >  >>