للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هذا: قوله : "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة" (١).

ومن هذا قوله، وقد سألوه عن وصاله في الصوم، فقال: "إنّي لستُ كهيئتكم، إنّي أظَلُّ عند ربّي يطعمني ويسقيني" (٢). فأخبر أنّ ما يحصل له من الغذاء عند ربه يقوم مقام الطعام والشراب الحسّي، وأنّ ما يحصل له من ذلك أمر يختصّ (٣) به، لا يشركه فيه غيره، فإذا أمسك عن الطعام والشراب فله عنه عوض يقوم مقامه، وينوب منابه، ويغني عنه، كما قيل (٤):

لها أحاديث من ذكراك تَشغلها … عن الشراب وتُلهيها عن الزادِ

لها بوجهك نور تستضيء به … ومن حديثك في أعقابها حادِ (٥)

إذا شكَتْ من كَلال السيرِ أُوعِدُها … رَوْحَ اللقاء فتحيا عند ميعادِ (٦)


(١) تقدّم تخريجه في ص (٢٨٢).
(٢) من حديث عائشة . أخرجه البخاري في الصوم، باب الوصال … (١٩٦٤)؛ ومسلم في الصيام، باب النهي عن الوصال في الصوم (١١٠٥).
(٣) ف، ل: "مختص". وفي ز: "عوض يقوم" مكان "من ذلك أمر"، وهو خطأ.
(٤) أوردها المؤلف في زاد المعاد (٢/ ٣٣)، ومفتاح دار السعادة (١/ ١٨٥)، وروضة المحبين (١٦٥). وهي لإدريس بن أبي حفصة من قصيدة له في إسحاق بن إبراهيم المصعبي. انظر: الأنوار للشمشاطي (١/ ٤٠٠) وقد ورد فيه وفي المدهش (٤٥٥)، وديوان المعاني (١/ ٦٣)، والحماسة البصرية (٤٨٤) البيتان الأولان مع بيت ثالث غير المذكور هنا.
(٥) وفي المدهش: "من نوالك". وفي المصادر الأخرى: "من رجائك".
(٦) في المفتاح والزاد: "روح القدوم".

<<  <  ج: ص:  >  >>