للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للتوحيد أولًا، ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه، ويكثر اللجأ والتضرّع إلى الله سبحانه في صرف ذلك عنه وأن يراجع بقلبه إليه.

وليس له دواء أنفع من الإخلاص لله. وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (٢٤)(١) [يوسف: ٢٤]. فأخبر سبحانه أنّه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء من الفعل بإخلاصه (٢). فإنّ القلب إذا خلَص (٣) وأخلص عملَه لله لم يتمكّن منه عشق الصور، فإنّه إنّما يتمكن من قلب فارغ، كما قال (٤):

فصادف قلبًا خاليًا فتمكّنا (٥)

وليعلم العاقل أنّ العقل والشرع يوجبان (٦) تحصيل المصالح


(١) "المخلصين" بكسر اللام قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر. انظر: الإقناع (٦٧١). واستدلال المؤلف بالآية مبنيّ على هذه القراءة.
(٢) ونحوه في زاد المعاد (٤/ ٢٦٨)، وإغاثة اللهفان (١٣٣، ٨٥٤، ٨٦٨)، ومفتاح دار السعادة (١/ ٢٧٧).
(٣) ل: "خلص لله".
(٤) ل: "كما قيل".
(٥) ف، ز: "قلبًا فارغًا". وصدره كما في حاشية س، ف:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى
وقد سبق في ص (٣٦١).
(٦) ز: "قد يوجبان".

<<  <  ج: ص:  >  >>