للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد أقسم النبي أنّه "لا يؤمن عبدٌ حتى يكونَ هو أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" (١) فكيف بمحبة الربّ ؟

وقال لعمر بن الخطاب: "لا حتّى أكون أحبَّ إليك من نفسك" (٢).

أي لا تؤمن حتى تصل محبتك لي إلى هذه الغاية.

وإذا كان النبي أولى بنا من أنفسنا في المحبة ولوازمها، أفليس الربّ ، وتقدّست أسماؤه، وتبارك اسمه، وتعالى جدّه، ولا إله غيره- أولى بمحبّيه (٣) وعباده من أنفسهم؟

وكلُّ ما منه إلى عبده المؤمن يدعوه إلى محبته، مما يحبّ العبد أو يكره. فعطاؤه ومنعه (٤)، ومعافاته وابتلاؤه، وقبضه وبسطه، وعدله وفضله، وإماتته وإحياؤه، ولطفه وبرّه، ورحمته وإحسانه، وستره وعفوه، وحلمه وصبره على عبده، وإجابته لدعائه، وكشف كربه، وإغاثة لهفته، وتفريج كربته -من غير حاجة منه إليه، بل (٥) مع غناه التامّ عنه من جميع الوجوه (٦) - كلُّ ذلك (٧) داع للقلوب إلى تألّهه ومحبته.

بل تمكينُه عبدَه من معصيته، وإعانتُه عليه وسَترُه حتى يقضي وطره


(١) تقدّم تخريجه (٤٦٤).
(٢) تقدم تخريجه (٤٦٤).
(٣) ل، س: "بمحبته"، تصحيف.
(٤) ف: "عطاؤه ومنعه". وقد سقط "ومنعه" من ز.
(٥) "بل" ساقطة من ز، و"مع" ساقطة من س.
(٦) ف: "كل الوجوه".
(٧) ل: "وكل ذلك" خطأ، وقد سقط منها "داعٍ".

<<  <  ج: ص:  >  >>