للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأن رقيبًا منك يرعى خواطري … وآخرَ يرعى ناظري ولساني

فما نظرتْ عيناي بعدك نظرةً … لغيركَ إلا قلتُ قد رمقاني

ولا بدرتْ مِنْ فيَّ بعدك لفظةٌ … لغيرك إلا قلتُ قد سمعاني

ولا خطرتْ في غير ذكرك خطرةٌ … على القلب إلا عرّجتْ بعناني" (١)

أهمية مراقبة الله تعالى:

لقد أدرك أئمة السلوك أهمية المراقبة وعظمتها، فحثوا عليها، ودعوا إلى ملازمتها في الخلوة والجلوة؛ حتى يصل بها السالك إلى رضوان الله تعالى وجنته، ويسلم بها من سخطه وعذابه، كما يجد بلزومها الحياة الطيبة والراحة والاطمئنان في حياته الدنيوية.

"قال سفيان الثوري: عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء، وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة" (٢).

"وقال محمد بن علي الترمذي: اجعل مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره إليك، واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عنك، واجعل طاعتك لمن لا تستغني عنه، واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه" (٣).

"قال يعقوب بن إسحاق بن زياد: قال لي قائل في منامي: راقب الله مراقبة من سمع الزجر، وانتفع بالتحذير" (٤).

وقال أبو عثمان: قال لي أبو حفص: إذا جلست للنّاس فكن واعظًا لنفسك وقلبك،


(١) الرسالة القشيرية (ص: ٤١).
(٢) إحياء علوم الدين، للغزالي (٤/ ٣٩٨).
(٣) المرجع السابق (٤/ ٣٩٧).
(٤) المنامات، لابن أبي الدنيا (ص: ١٤٨).

<<  <   >  >>