للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا يغرّنّك اجتماعهم عليك؛ فإنّهم يراقبون ظاهرك، واللّه رقيب على باطنك" (١).

وقال الجريريّ: أمرُنا هذا مبنيّ على أصلين: أن تلزم نفسك المراقبة للّه- عزّ وجلّ-، ويكون العلم على ظاهرك قائما" (٢).

وقال أبو عثمان المغربيّ: "أفضل ما يلزم الإنسان نفسه في هذه الطّريقة المحاسبة والمراقبة وسياسة عمله بالعلم" (٣).

وقال ابن عطاء: "أفضل الطّاعات، مراقبة الحقّ على دوام الأوقات" (٤).

"وقال سهل: "لم يتزين القلب بشيء أفضل ولا أشرف من علم العبد بأن الله شاهده حيث كان" (٥).

طرق تحصيل مراقبة الله تعالى:

إن وصول العبد إلى أن يكون من أهل المراقبة لله تعالى في السر والعلن منالٌ عظيم، وغاية سامية، ولكن ذلك لن يكون إلا بسلوك طرق صحيحة تؤدي إلى ذلك المطلب العالي، فمن تلك الطرق:

أولاً: استشعار أن الله تعالى قريب من عبده، مطلع على عمله كلِّه سره وعلنه، لا يغيب عنه منه شيء في أي مكان كان العبد، فأين يختفي العبد عن علمه تعالى؟

فمن همَّ بمعصية فليتذكر هذا العلم المحيط؛ ليحجزه ذلك عن الخطيئة.

قال تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا


(١) إحياء علوم الدين، للغزالي (٤/ ٣٩٧).
(٢) المرجع السابق.
(٣) المرجع السابق.
(٤) المرجع السابق.
(٥) المرجع السابق.

<<  <   >  >>