للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو محمد الإشبيلي: " لكن حجاب الغفلة الذي غطى القلوب كثيف، فلا يرى ما وراءه، والوقر الذي في الآذان عظيم فلا يسمع من ناصحٍ دعاءه" (١).

وقال ابن القيم: "وصدأ القلب الغفلة والهوى، وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار" (٢).

ثانيًا: قلة هيبة الله تعالى وكثرة الوحشة بين العبد وربه، فمع الغفلة يقل جلال الله في قلب صاحبه، ولا يجد له أنسًا معه؛ لبعده عن طاعته. قال ابن القيم: حجاب الهيبة رقيق في قلب الغافل، وقال: الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشة لا تزول إلا بالذكر (٣).

ثالثًا: حرمان الربح والفوز بالجنة، إذا استمر المرء في غفلته فترك عبادة ربه وعبد هواه وشهواته حتى أتاه الموت استقبله في الآخرة العذاب، وحُرِم الجنة والثواب. فأي ضرر أعظم من هذا الضرر؟!

قال ابن الجوزي: " الغفلة تحرم الربح، والمعصية توجب الخسران، والغفلة تغلق أبواب الجنة، والمعصية تفتح أبواب النار" (٤).

علاج الغفلة:

إذا كانت الغفلة غير متمكنة من قلب الإنسان فعلاجها سهل، وتكون بمنزلة السِّنة


(١) المدهش، لابن الجوزي (ص: ٣٨٠).
(٢) الوابل الصيب، لابن القيم (ص: ٦٣).
(٣) الوابل الصيب، لابن القيم (ص: ٦٢ - ٦٣).
(٤) التذكرة في الوعظ، لابن الجوزي (ص: ١٠٣).

<<  <   >  >>