للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهل قدر اللهَ حق قدره من هذا وصفه، وهل قدره حق قدره من شارك بينه وبين عدوه في محض حقه من الإجلال والتعظيم والطاعة والذل والخضوع والخوف والرجاء؟! (١).

ثانيًا: الجهل، سواء كان ذلك بالحكم، أم بعظمة العقوبة، أم بالعواقب السيئة للمعصية

قال تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: ١٣٨].

والجهلُ داء قاتل وشفاؤه … أمرانِ في التركيب متفقانِ

نص من القرآن أو من سنة … وطبيب ذاك العالم الرباني (٢)

ثالثًا: احتقار المعصية واستصغارها، سواء كان استصغارها لكونها صغيرة في أصلها، أو لكونه قد تمرس على المعاصي فصغرت في عينه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم ومحقَّرات الذنوب؛ فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود، حتى جملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تهلكه) (٣).

واستقلال" العبد المعصيةَ عين الجرأة على الله، وجهل بقدر من عصاه، وبقدر حقه، وإنما كان مبارزة لأنه إذا استصغر المعصية واستقلها هان عليه أمرها، وخفت على قلبه، وذلك نوع مبارزة" (٤).

رابعًا: التباس الحق بالباطل واستحكام الشُّبه في النفوس، فقد يعصي بعض العصاة


(١) الجواب الكافي، لابن القيم (ص: ٩٨).
(٢) متن القصيدة النونية (٢/ ٢٦٢).
(٣) رواه أحمد (٣٧/ ٤٦٧)، وهو صحيح.
(٤) مدارج السالكين، لابن القيم (١/ ٢٦٥).

<<  <   >  >>