وهو يعتقد أنه على الحق، بل على قربة من القُرب، وهذا حال أهل البدع ومرضى القلوب، وهذا أخطر الأسباب؛ لأن صاحبه يظن أنه على الصواب فلا يفكر في التوبة حينئذ. قال تعالى:{يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}[الحديد: ١٤]. " الأماني جمع أمنية، وهي ما يمنون به أنفسهم من الباطل، كزعمهم أنهم مصلحون في نفاقهم، وأن المؤمنين حقًا سفهاء في صدقهم، أي: في إيمانهم، كما بين تعالى ذلك في قوله:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ} "(١).
خامسًا: عدم الإيمان بالآخرة أو ضعفه، فمن كان لديه إيمان قوي بيوم يكون فيه الجزاء: ثوابًا للمطيعين وعقابًا للعاصين لم يقدم على الخطيئة ويصر عليها