تاسعًا: ضعف المجاهدة للنفس حتى تصير هي الآمر الناهي لصاحبها، ولو جاهدها فألزمها الرباط في حصن الفضائل لصار لها قائداً إلى الخير.
عاشراً: حرص النفس وتوقانها إلى ما مُنعت منه، قال ابن الجوزي:" تأملت حرص النفس على ما منعت منه فرأيت حرصها يزيد على قدر قوة المنع، ورأيت في الشرب الأول، أن آدم عليه السلام لما نهي عن الشجرة حرص عليها مع كثرة الأشجار المغنية عنها، وفي الأمثال:[المرء حريص على ما منع، وتواق إلى ما لم ينل]، ويقال:[لو أمر الناس بالجوع لصبروا، ولو نهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه]. وقالوا: ما نهينا عنه إلا لشيء! وقد قيل: [أحب شيء إلى الإنسان ما مُنعا]. فلما بحثت عن سبب ذلك وجدت سببين:
أحدهما: أن النفس لا تصبر على الحصر .. ولهذا لو قعد الإنسان في بيته شهراً لم يصعب عليه، ولو قيل له: لا تخرج من بيتك يوماً طال عليه، والثاني: أنها يشق عليها الدخول تحت حكم؛ و لهذا تستلذ الحرام ولا تكاد تستطيب المباح؛ ولذلك يسهل عليها التعبد على ما ترى، وتؤثره لا على ما يؤثر" (١).
أضرار الذنوب:
مِنْ أحسن من سرد أضرار الذنوب وآثارها السيئة: ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه" الجواب الكافي"، وسأذكر ما ذكره هناك، على وجه الإيجاز من غير تفصيل ولا استدلال؛ خشية الإطالة.
قال رحمه الله: وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرِّة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله، فمنها: حرمان العلم، وحرمان الرزق، ووحشة