للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شاطئ النجاة:

مقترفُ المعاصي المصرُّ عليها راكبُ قاربٍ صغير في بحر خضم متلاطم الأمواج في يومِ ريحٍ عاصف لا يأمن في تلك الحال من أن ينقلب به قاربه الصغير فيلقى هلاكه.

فينبغي لكل عاقل أن يتدارك نفسه قبل الفوات، فيترك الذنوب قبل الممات، وقبل حلول العواقب الوخيمة التي يتمنى حينها أنْ لو ركب سفينة السلام حتى يصل بها إلى شاطئ الأمان.

إن سفينة الإنقاذ هي التوبة النصوح والرجوع إلى الله تعالى.

معنى التوبة:

التوبة هي: "الرجوع إلى الله بحل عقدة الإصرار عن القلب، ثم القيام بكل حقوق الرب والتوبة النصوح هي: توثيق بالعزم على ألا يعود لمثله، قال ابن عباس رضي الله عنهما: التوبة النصوح الندم بالقلب والاستغفار باللسان والإقلاع بالبدن والإضمار على ألا يعود" (١).

وقيل: " حقيقة التوبة هي: الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على أن لا يعاوده في المستقبل" (٢).

شروط التوبة:

قال ابن حجر: قال القرطبي: "ثم توبة العاصي إما من حق الله، وإما من حق غيره؛ فحق الله تعالى يكفي في التوبة منه الترك على ما تقدم، غير أن منه ما لم يكتف الشرع فيه بالترك فقط، بل أضاف إليه القضاء أو الكفارة، وحق غير الله يحتاج إلى إيصالها لمستحقها


(١) التعريفات، للجرجاني (ص: ٩٥).
(٢) مدارج السالكين، لابن القيم (١/ ١٨٢).

<<  <   >  >>