للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإلا لم يحصل الخلاص من ضرر ذلك الذنب، لكن من لم يقدر على الإيصال بعد بذله الوسع في ذلك فعفو الله مأمول؛ فإنه يضمن التبعات ويبدل السيئات حسنات، والله أعلم. قلت: حكى غيره عن عبد الله بن المبارك في شروط التوبة زيادة فقال: الندم، والعزم على عدم العود، ورد المظلمة، وأداء ما ضيع من الفرائض" (١).

تعجيل التوبة:

قال ابن رجب: " قال لقمان لابنه: يا بني، لا تؤخر التوبة؛ فإن الموت يأتي بغتة، وقال بعض الحكماء: لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخر التوبة لطول الأمل .. قال بعض السلف: اصبِحوا تائبين، وامسوا تائبين. يشير إلى أن المؤمن لا ينبغي أن يصبح ويمسي إلا على توبة؛ فإنه لا يدري متى يفاجئه الموت صباحًا أو مساء، فمن أصبح أو أمسى على غير توبة فهو على خطر؛ لأنه يخشى أن يلقى الله غير تائب فيحشر في زمرة الظالمين قال الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: ١١]، تأخير التوبة في حال الشباب قبيح، وفي حال المشيب أقبح و أقبح .. فإن نزل المرض بالعبد فتأخيره للتوبة حينئذ أقبح من كل قبيح؛ فإن المرض نذير الموت، وينبغي لمن عاد مريضًا أن يذكره التوبة والاستغفار، فلا أحسن من ختام الأعمال بالتوبة والاستغفار.

التوبةَ التوبةَ قبل أن يصل إليكم من الموت النوبة، فيحصل المفرطُ على الندم والخيبة، والإنابةَ الإنابة قبل غلق باب الإجابة، والإفاقة الإفاقة فقد قرب وقت الفاقة، ما أحسن قلقَ التوَّاب، ما أحلى قدوم الغُيّاب، ما أجمل وقوفهم بالباب! " (٢).

أمور مُعِيْنة على التوبة:

هناك أمور تساعد الإنسان العاصي على التوبة إلى الله تعالى والثبات عليها، فمنها:


(١) فتح الباري لابن حجر (١٨/ ٦٣).
(٢) لطائف المعارف، لابن رجب (ص: ٣٧٠).

<<  <   >  >>