للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ذلك بإسناد ثبت عنه" (١).

علامات تعظيم نصوص الوحي:

من الناس من يقول: إنه معظم للنص الشرعي، ومنقاد له، ولا يعارضه بما يتخلص به عن العمل بمقتضاه، وهذا القول قد يكون من بعض الناس دعوى يخالف واقعُه ما تقول لسانه، ويكون من بعضهم حقيقة تدل عليها البراهين والشواهد.

وحتى يعرف الإنسان نفسه ويعرف غيره هل هو من الصادقين أو المدعين في تعظيم الأمر والنهي الشرعيين؛ نعرض بعض العلامات التي تدل على تعظيم نصوص الشرع ذكرها ابن القيم.

قال رحمه الله: " فعلامة التعظيم للأوامر: رعاية أوقاتها وحدودها، والتفتيش على أركانها وواجباتها وكمالها، والحرص على تحينها في أوقاتها، والمسارعة إليها عند وجوبها، والحزن والكآبة والأسف عند فوت حق من حقوقها" (٢).

وقال أيضًا: "وأما علامات تعظيم المناهي: فالحرص على التباعد من مظانها وأسبابها وما يدعو إليها، ومجانبة كل وسيلة تقرب منها؛ كمن يهرب من الأماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة؛ خشية الافتتان بها، وأن يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس، وأن يجانب الفضول من المباحثات خشية الوقوع في المكروه، ومجانبة من يجاهر بارتكابها ويحسنها ويدعو إليها ويتهاون بها ولا يبالي ما ركب منها؛ فإن مخالطة مثل هذا داعية إلى سخط الله تعالى وغضبه، ولا يخالطه إلا من سقط من قلبه تعظيم الله تعالى وحرماته. ومن علامات تعظيم النهي: أن يغضب لله عز وجل إذا انتهكت محارمه، وأن يجد في قلبه حزنًا وكسرة إذا عُصي الله تعالى في أرضه، ولم يضلع بإقامة حدوده وأوامره، ولم يستطع هو أن يغير ذلك.


(١) الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار، لأبي بكر الهمداني (ص: ٢٤).
(٢) الوابل الصيب، لابن القيم (ص: ١٥).

<<  <   >  >>