للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك من الأمور" (١).

وعن أبي نَعامة: أن عبد الله بن مغفَّل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتُها! فقال: أي بُنَيَّ، سلِ الله الجنة، وتعوذ به من النار؛ فإني. سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: (إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطُّهور والدعاء) (٢).

والاعتداء في الدعاء له صور:

قال ابن حجر: "والاعتداء في الدعاء يقع بزيادة الرفع-يعني: رفع الصوت- فوق الحاجة، أو بطلب ما يستحيل حصوله شرعًا، أو بطلب معصية، أو يدعو بما لم يؤثر، خصوصًا ما وردت كراهته كالسجع المتكلف، وترك المأمور" (٣).

وقال أحمد بن عبد الحليم: " فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات. وتارة يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية: من الحاجة إلى الطعام والشراب. ويسأله بأن يطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين، أو يهب له ولداً من غير زوجة ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله. وفسر الاعتداء برفع الصوت أيضًا في الدعاء" (٤).

وقال الشوكاني: " ومن الاعتداء في الدعاء: أن يسأل الداعي ما ليس له كالخلود في الدنيا، أو إدراك ما هو محال في نفسه، أو بطلب الوصول إلى منازل الأنبياء في الآخرة، أو


(١) تفسير الطبري (١٢/ ٤٨٦).
(٢) رواه أبو داود (١/ ٣٦)، وابن ماجه (٢/ ١٢٧١)، وهو صحيح.
(٣) فتح الباري لابن حجر (١٣/ ٥٥).
(٤) مجموع الفتاوى (١٥/ ٢٢).

<<  <   >  >>